المياه الزرقاء، أو الجلوكوما، هي حالة خطيرة تصيب العين وتنتج غالبًا عن ارتفاع ضغط العين الداخلي، مما يؤدي إلى تلف تدريجي في العصب البصري وفقدان غير ملحوظ للبصر قد يصل إلى العمى إذا لم تُعالج. تُعرف هذه الحالة بـ”اللص الصامت للبصر” لأنها غالبًا ما تتطور دون أعراض واضحة في بدايتها.
يعتمد علاج المياه الزرقاء على نوعها ودرجة التقدم فيها. النوع الأكثر شيوعًا هو الجلوكوما مفتوحة الزاوية، ويتم التحكم فيه غالبًا باستخدام قطرات طبية تعمل على تقليل إنتاج السائل داخل العين أو تحسين تصريفه، وبالتالي خفض ضغط العين.
يشرح الدكتور صهيب الصمدي، أخصائي طب وجراحة العيون، أن التشخيص المبكر عبر الفحص الدوري يساهم بشكل كبير في منع فقدان البصر، حيث أن الضرر الذي يصيب العصب البصري لا يمكن عكسه، لكن يمكن إيقاف تقدمه. في الحالات التي لا تستجيب للقطرات، يمكن اللجوء إلى العلاجات بالليزر أو الجراحة.
العلاج بالليزر، مثل الترابيكولوبلاستي، يُعد خيارًا غير جراحي فعال في بعض الحالات، بينما قد تحتاج الحالات المتقدمة إلى جراحات تصريف السوائل من العين باستخدام أنابيب دقيقة أو شقوق جراحية.
من المهم أن يلتزم المريض بالعلاج والمتابعة الدورية، لأن التحكم الدائم في ضغط العين هو المفتاح الوحيد للحفاظ على البصر.















